-->
اكتب ما تود البحت عنه و اضغط Enter
إعلان على الهواتف

الخميس، 11 يوليو 2019

هل يجب السماح للبرامج بإرسال إحصاءات الاستخدام وتقارير الأخطاء ؟

أثناء العبث في إعدادات أي تطبيق لديك على الهاتف أو عند تثبيت برنامج جديد على الكمبيوتر، ربما تلاحظ هُناك خيار بأسم "إرسال تقارير الاستخدام والأخطاء" أو "جمع البيانات واستخدامها" أو أسماء مشابهة. عادًة يقوم بعض الأشخاص بتعطيل الخيار بشكل تلقائي دون تفكير لمجرد إحتوائه على عبارة "إرسال بيانات" لكن هل يجب عليك فعل ذلك حقًا ؟ هل يقوم المطورين بالتجسس عليك وارسال بياناتك إلى سيرفراتهم من خلال السماح بتفعيل هذا الخيار ؟ وما الذي يحدث خلف الكواليس إذا تركت هذا الخيار مُفعل ؟ حسنًا، إذا كنت تأخذ الأمر على محمل الجد، فتابع قراءة السطور القادمة حيث نوضح لكم الإجابة على جميع تلك التساؤلات.


بصفة عامة، يريد مطوري البرامج والتطبيقات نوعين فقط من بيانات المُستخدمين: الأول إحصائيات الاستخدام، والثاني معلومات الأخطاء، مثل بلاغات الأعطال. بالنسبة للنوع الأول - إحصائيات الاستخدام - فهي عبارة عن معلومات حول كيفية استخدامك للبرنامج، الأزرار والقوائم والخيارات التي تتفاعل معها، مدى استخدامها..وهكذا. فإذا أخذنا متصفحات الويب كمثال كروم وفايرفوكس، ستتضمن إحصائيات الاستخدام معلومات عن عدد التبويبات التي تفتحها، وحجم الرامات الذي يستهلكه المتصفح وعدد الإضافات المثبتة...إلخ.

أما بعض البرامج الاخرى، فإنها تبحث عن الخيارات التي قمت بتفعيلها وعدد مرات استخدام البرنامج. وبالنظر إلى برامج إدارة الألعاب مثل Steam و Origin فإن مطوريها يبحثون عن إمكانيات أجهزة المستخدمين - من حيث كرت الشاشة المستخدم والمعالج وحجم الرامات ونوع القرص الصلب، وذلك حتى يتمكنوا من معرفة مكونات الهاردوير التي يجب عليهم استهدافها لتوفير تجربة أفضل. لكن بالطبع، ستختلف أنواع البيانات المرسلة من برنامج لآخر.


أما بالنسبة لمعلومات الأخطاء، فهي تختلف قليلًا. إنها عبارة عن تقارير حول الأخطاء والمشاكل التي تواجهك أثناء استخدام البرنامج بحيث يأخذ المطور فكرة عنها، وإذا أرسل الكثير من المستخدمين نفس التقرير، فهذا يشير له أن هناك خلل في كود البرنامج ومن ثم يجب العمل على إصلاحه. تتضمن هذه المعلومات ما كنت تفعله في وقت حدوث المشكلة بالإضافة إلى معلومات البرنامج المسجلة في الرامات. تتمثل الفكرة في تضمين معلومات كافية حتى يتمكن مطورو البرنامج من تحديد سبب التعطل.

بالتأكيد ستختلف البيانات التي يتم إرسالها من برنامج إلى آخر. كما أن معظم البرامج سوف تطالبك بالسؤال عمّا إذا كنت تريد تفعيل هذه الإمكانية أم تركها معطلة بشكل افتراضي، مع العلم أيضًا أن بعض البرامج قد تقوم بتفعيلها تلقائيًا - مثل جوجل كروم. عمومًا، تتيح لك بعض البرامج تعطيل أو تفعيل إرسال إحصاءات الاستخدام وتقارير الأخطاء بشكل مُنفصل. قد تتيح لك أغلبها التحقق من تقارير الأعطال قبل إرسالها - ميزة الإبلاغ المضمنة في فايرفوكس تفعل ذلك - لكن البعض الآخر قد لا يفعل ذلك.

ماذا سيفعل مطور البرنامج بعد حصوله على هذه المعلومات ؟




يُفضل المطورون عادًة معلومات إحصائيات الاستخدام عندما يقررون إجراء تغييرات في برامجهم، بحيث يعلمون بالضبط ما الميزات التي يجب التركيز عليها، والخيارات التي يجب تعديلها لتوفير تجربة أفضل. على سبيل المثال، تقوم شركة موزيلا بالتعرف على أجزاء واجهة متصفح فايرفوكس التي يتفاعل معها المُستخدمين - على الأقل المُستخدمين الذين يفعلون خيار "إرسال إحصاءات الاستخدام". ثم يمكنهم في التحديثات القادمة أخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار عند تعديل واجهة المتصفح. ربما يتم إخفاء القوائم والأزرار التي نادرًا ما يتفاعل معها المستخدمون، في حين تسهيل الوصول إلى الخيارات المستخدمة بشكل متكرر.

إذا علم المطور بأن عدد قليل جدًا من المستخدمين يستعملون ميزة معينة في برنامجهم، فقد يتوقفون عن دعم هذه الميزة في المستقبل. إذا علموا أن عدد قليل من المستخدمين يستعملون نظام تشغيل معين، ولتكن أنظمة التشغيل القديمة مثل ويندوز إكس بي، فسوف يتوقفون عن دعم هذا النظام رسميًا. إذن فهذه المعلومات تساعد المطور على إتخاذ القرارات الحاسمة. كما يستخدمون تقارير الأخطاء والمشاكل لتحديد الأسباب وفهم كيفية حلها في الإصدارات القادمة. فإذا توفر عدد كافى من تقارير الأعطال، يمكن للمطورين تحديد أكثر مشاكل البرنامج وإصلاحها.

هل أوافق على إرسال إحصاءات الاستخدام وتقارير الأخطاء ؟



إذن، من الواضح أن هذه المعلومات مفيدة جدًا للمطورين، لذلك فإن الموافقة على إرسالها في الواقع فكرة جيدة. إرسال إحصائيات الاستخدام يضمن أن المطورين يعرفون كيف يستخدم أشخاص مثلك برنامجهم ويمكنهم من مراعاة أنماط استخدامك عند إتخاذ القرارات القادمة لتعزيز التجربة والاستخدام.

أما بالنسبة لتقارير الاخطاء، فهي تضمن أن المطورين يعرفون أنك تواجه مشكلة مع البرنامج بالفعل ثم يعملون على إصلاحها في التحديث القادم. على سبيل المثال، عندما أدركت شركة موزيلا أن السبب الرئيسي لتعطل متصفحها مع كثير من المُستخدمين هو Adobe Flash. قامت بعزله عن المتصفح، بحيث عندما يتعطل Adobe Flash من تلقاء نفسه، لا يقوم بتعطيل متصفح فايرفوكس بأكمله. إذا لم يكن لدى شركة موزيلا هذه المعلومات حول الأعطال، فلن تقوم بعزل الفلاش عن المتصفح مطلقًا وسيستمر في تعطيل المتصفح.

هل يمكن للمطور التجسس عليك والحصول على معلومات شخصية ؟


كما أشرنا في المقدمة، السبب الحقيقي وراء قيام العديد من الأشخاص بتعطيل هذه الخيارات سواء في تطبيقات الهواتف أو برامج الكمبيوتر هو أنهم لا يريدون تسرب بياناتهم الشخصية ولا يريدون أن تتبعهم الشركات ويتجسس عليهم المطورين. هذا بالتأكيد ظن خاطئ تمامًا ومن غير المرجح أن تكون البيانات المُرسلة حساسة للغاية، فليس لأنك سمحت بإرسال إحصاءات الاستخدام يعني ذلك أن المطور سيركز عليك أنت بالتحديد؛ بل يحصلون على البيانات المختلفة من الآلاف والملايين من المستخدمين الأخرين، ثم دمج هذه البيانات لمعرفة ما إذا كانت هناك أنماط عامة - ربما الأشخاص الذين لديهم دقة شاشة مُحددة هم أكثر عرضة لاستخدام عناصر واجهة مختلفة للبرنامج. كل هذا يمكن أن يكون مفيدًا للمطورين، لكنه عمومًا ليس بيانات حساسة للغاية يجب القلق بشأنها. 

أما بالنسبة لتقارير الأخطاء والأعطال، فربما تكون أكثر مساسًا بالمعلومات الشخصية، لكن أيضًا ليس الهدف منها هو قيام المطورين بجمع البيانات الشخصية - بل أنهم يريدون فقط معرفة ما الذي كان يحدث قبل حدوث العطل. واعتمادًا على البرنامج ووظيفته، قد ينتج عن ذلك إرسال بعض البيانات الشخصية مع تقرير الأخطاء.

على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بإرسال أموال عبر الإنترنت أو تكتب معلومات حساسة في متصفح الويب ثم تعطل فجأة، فقد لا ترغب في إرسال تقرير الأخطاء للمطور. السبب في ذلك أن التقرير قد يحتوي على معلومات مثل رصيد حسابك المصرفي أو رقم بطاقة الائتمان الخاصة بك...إلخ - لذا قد ترغب في رفض إرسال تقرير الأعطال إلا إذا كنت تثق في المطور. هذا هو السبب في أن بعض البرامج تسمح لك بمشاهدة معلومات أكثر تفصيلاً حول التقرير قبل إرساله.

في النهاية، يمكن أن تكون إحصاءات الاستخدام ذات قيمة عالية ومهمة في نظر مطوري البرامج التي تستخدمها - ويجب ألا تؤثر سلبًا على خصوصيتك. كذلك يمكن أن تساعد تقارير الأخطاء المطورين في حل المشكلات التي تعاني منها تطبيقاتهم. وفي معظم الحالات، سيكون من الآمن إرسالها.